خديجة فنان: اعتراف ترامب مقايضة لمستعمرتين وحل نزاع الصحراء مسالة اممية
ايكيب ميديا – قسم التحرير
26 يناير 2021
قالت الكاتبة وأستاذة العلوم السياسية في الجامعة الفرنسية خديجة محسن فنان ان حل نزاع الصحراء الغربية لا يزال من مسؤولية الأمم المتحدة لكونه أحد الأقاليم الخاضعة لتصفية الاستعمار اوكل لها منذ العام 1991 مشيرة في السياق على ان “اعتراف ترامب ” لم يكن سوى عملية مقايضة لمستعمرتين .
واعتبرت فنان في لقاء مع قناة TV5 قصف المقاتلين الصحراويين للكركرات صدقا لوعد امين عام جبهة بوليساريو لشعبه بالعمل على استئناف الكفاح المسلح ورسالة الى المنظمة الدولية انه لا يمكن التحايل على القانون الدولي ولا مبدأ حق تقرير المصير .
وكشفت المختصة في شؤون المغرب العربي عن سعي المغرب الحثيث وابتزازه لعديد الدول الاوربية خاصة اسبانيا لتنحو منحى ترامب والحفاظ على ما يعتبره مكسبا مشددة انه من الصعب على بايدن تغيير موقف ترامب او الإبقاء عليه وان كل ما سيقوم به هو تغيير عبارة او اثنتين يذكر من خلالهما بالوضع القانوني للصحراء الغربية و حق تقرير المصير .
وفيما يلي ترجمة الفريق الإعلامي للمقابلة
قصف مقاتلو جبهة بوليساريو يوم السبت 32 من يناير المنطقة العازلة في الكركرات بالصحراء الغربية والخاضعة لسيطرة المغرب. فعل يطرح أسئلة بشأن مستقبل ذلك النزاع المستمر منذ خمس واربعين عاما. أستاذة العلوم السياسية والمختصة في شؤون المغرب العربي وحوض المتوسط خديجة محسن فنان اجابت عن اسئلتنا.
تي في 5: ما تفسيركم لعملية القصف الذي قامت به جبهة بوليساريو ؟
خديجة محسن فنان: الامر يتعلق بهجوم المغرب على الكركرات منتصف نوفمبر 2020 ، امين عام جبهة بوليساريو هدد بحمل السلاح من جديد كان يريد العودة الى النزاع المسلح .
ومع تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل في ديسمبر بخلفية مقايضة مستعمرتين:” لن اتحدث مطلقا عن استعمارك لفلسطين في مقابل ان تعترف الولايات المتحدة بتبعية الصحراء الغربية للمغرب” وهو امر أزعج كثيرا جبهة بوليساريو والجزائر. لم يكن هناك ردا فوريا من الجزائر حيث ان السلطة التنفيذية جد ضعيفة. لكن على الأرجح انهم أرادوا القيام بتلك العملية العسكرية لتذكير المجتمع الدولي بان تسوية النزاع لا تزال على طاولة الأمم المتحدة وانه لا يمكن التحايل على القانون الدولي ولا يمكن حرمان الشعوب المعنية من استشارتها وان لا شيء تمت تسويته في نزاع الصحراء الغربية اليوم.
تي في 5: صمتت الجزائر مؤخرا، هل لا تزال مستمرة في دعمها لجبهة بوليساريو؟
كانت هنالك ادانة عقب قصف الكركرات ، لكنها ادانة ناعمة جدا : الجزائر دعت طرفي النزاع الى المفاوضات والى الحكمة الخ . الجزائر لم تصعد من اجل الدفاع عن البوليساريو وفي ذلك المثلث بين إسرائيل والمغرب والولايات المتحدة كان ينظر الى التطبيع انه ازدراء للصحراويين. حينها تم الحديث عن كل شيء: التحايل على القانون الدولي، حقوق الفلسطينيين محاولة رؤية ما الذي سيخرج به المغرب لكن لا أحد تحدث عن الصحراويين ومصيرهم. كان الصحراويين ضحايا على مذبح ذلك المثلث.
على من سيعتمد الصحراويين اذن؟
هذا سؤال مهم جدا! الأمم المتحدة قالت ان النزاع لم يسوى بعد وانه يظل اقليما غير متمتع بالحكم الذاتي بمعنى انه جزء من الأقاليم الخاضعة لتصفية الاستعمار. وحل هذا النزاع اليوم اوكل الى الأمم المتحدة منذ العام 1991. ثمة بالفعل بلد يندد دوما وكالعادة هي جنوب افريقيا لكنه بلد بعيد ولم يعد له تأثير كبير على صنع القرار داخل الاتحاد الافريقي، يمكنهم الاعتماد على الجزائر لكن هذه الأخيرة منكبة على مشاكلها الخاصة، اذن من يمكنهم الاعتماد عليه؟ هو سؤال كبير في وقت يحاول فيه المغرب الضغط على دول اوربية للانضمام الى موقف ترامب بخاصة اسبانيا.
هل يمكن لبايدن ان يغير شيئا ما بخصوص قرار ترامب؟
لا، اظن ان ذلك لن يغير شيئا، لن يغير شيئا أولا لانه من الصعب عليه فعل ذلك ومن جهة أخرى لأنه لا يريد حقا فعل ذلك لخلق ازمة مع المغرب. يمكن لبايدن بالفعل إضافة عبارة او اثنتين يقول فيهما انه ينبغي ان يتم ذلك وفقا للقانون الدولي وانه من المؤسف عدم استشارة السكان المعنيين او شئيا من هذا القبيل لكن بالأساس لن يغير شيئا في رأيي.